دور الضيافة في المغرب مهددة بالاختفاء بسبب جائحة كورونا

دور الضيافة في المغرب مهددة بالاختفاء بسبب جائحة كورونا

الأحد، 29 أغسطس، 2021

أزمات متفاقمة

الرباط- يواجه أصحاب دور الضيافة في المغرب أزمة متفاقمة منذ مطلع العام الماضي بسبب جائحة كورونا.

وبحسب تقديرات خبراء السياحة وملاك دور الضيافة، فإنها فقدت أكثر من 80 في المئة من رقم معاملاتها السنوي بسبب استمرار الغلق ووقف حركة الطيران والسياحة، الأمر الذي انعكس على رواتب العاملين.

ويقول خبراء إن أكثر من 4 آلاف من الوحدات الفندقية الصغيرة مهددة بالاختفاء بحسب تقديرات غير رسمية، في ظل غياب لمعلومات مؤكدة حول استئناف السياحة أو عودتها كما كانت في المغرب.

ورغم أن الحكومة قررت تخصيص دعم للفاعلين في القطاع السياحي، وذلك بدفع رواتب العمال المصرّح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فإن هذا الدعم لم يُسعف المستثمرين الصغار في دور الضيافة لمواجهة الأزمة التي ما زالوا يتكبدون خسائرها المالية إلى اليوم.

من ناحيتها قالت نزهة بوعبادي مالكة دار ضيافة في مدينة مراكش، إنها أبقت على العمالة الموجودة لديها لفترة طويلة حتى يونيو الماضي، إلا أن الوضع أصبح أكبر من قدرة التحمل.

وأضافت أن غياب السياحة الأجنبية بشكل شبه كامل أثّر بدرجة كبيرة على جميع دور الضيافة خاصة أن مراكش تعتمد بشكل رئيسي على السياحة الأجنبية. وأوضحت أن إغلاق الدار فاقم الأزمة أيضا من ناحية الإصلاحات التي تحتاج إليها حال استئناف العمل إضافة إلى الضرائب.

وأشارت إلى أن تراكم الديون وتوقف السياحة إثر الجائحة دفع الكثير من أصحاب دور الضيافة إلى التفكير في بيعها، لافتة إلى أنها شخصيا تفكر في بيع دار الضيافة الخاصة بها أمام غياب الرؤية بشأن الجائحة.

دور الضيافة، فقدت أكثر من 80 في المئة من رقم معاملاتها السنوي بسبب استمرار الغلق ووقف حركة الطيران والسياحة 

وهناك أزمة أخرى تواجه بوعبادي تتمثل في القرض البنكي الذي اشترت من خلاله دار الضيافة، والذي يجب أن يسدد في موعده في ظل توقف العمل.

وفي نفس الإطار قال مصطفى بن عبدالكريم الخبير السياحي المغربي، إن الفاعلين في القطاع السياحي وخاصة أصحاب دور الضيافة يواجهون أزمة كبيرة وكل أحلامهم تحولت إلى كابوس، خاصة بعد أن توقفت عجلة القطاع السياحي.

وأضاف في حديثه لوكالة روسية أنه وفي ظل أزمة كورونا لم تعد دور الضيافة تدر أي مدخول لأصحابها والعديد منها أغلقت أبوابها.

وفي ما يتعلق بدعم الدولة لأصحاب الدور الضيافة، أوضح الخبير السياحي أن هنالك مجهودات من طرف الحكومة حيث دعمت الفاعلين في القطاع، وذلك بدفع رواتب العمال المصرح بهم في الضمان الاجتماعي، إلا أن هذا الدعم لم يشمل المستثمرين الصغار.

وأشار إلى أن القاسم المشترك بين أغلبية دور الضيافة هو عدم القدرة على سداد الديون الخاصة بها، في حين أن نحو 70 في المئة منها استأنفت العمل.

وقال محمد بن كرمون مالك دار ضيافة في الشمال المغربي، إن المؤسسات الصغرى ودور الضيافة لم تحصل على دعم الدولة.

وأضاف أن توقف دور الضيافة الصغيرة انعكس بشكل رئيسي على الأسر التي كانت تعمل بهذه الدور، خاصة أن كل دار ضيافة كانت بمثابة مصدر رزق لنحو 4 أو 5 أسر طوال العام.

وفي وقت سابق أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أن تقرير النموذج التنموي جاء بتصور قادر على خلق ديناميكية كبيرة في قطاع السياحة.

شكرا لك على الموضوع و الخبر

بارك الله فيك